وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
[ ص: 90 ] وقل : لهؤلاء التائبين، اعملوا : فإن عملكم لا يخفي -خيرا كان أو شرا- على الله وعباده كما رأيتم وتبين لكم .
والثاني: أن يراد غير التائبين; ترغيبا لهم في التوبة، فقد روي أنهم لما تيب عليهم، قال الذين لم يتوبوا: هؤلاء الذين تابوا كانوا بالأمس معنا لا يكلمون، ولا يجالسون، فما لهم فنزلت .
فإن قلت: فما معنى قوله: ويأخذ الصدقات ؟
قلت: هو مجاز عن قبوله لها، وعن -رضي الله عنه-: "إن الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل"، والمعنى: أنه يتقبلها ويضاعف عليها، وقوله: ابن مسعود فسيرى الله : وعيد لهم، وتحذير من عاقبة الإصرار والذهول عن التوبة .