يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون
قد جاءتكم موعظة : أي: قد جاءكم كتاب جامع لهذه الفوائد من موعظة وتنبيه على التوحيد، "و": هو شفاء أي: دواء، لما في : صدوركم من العقائد الفاسدة، ودعاء إلى الحق، ورحمة : لمن آمن به منكم، وأصل الكلام: بفضل الله وبرحمته فليفرحوا، فبذلك فليفرحوا، والتكرير للتأكيد والتقرير، وإيجاب اختصاص الفضل والرحمة بالفرح دون ما عداهما من فوائد الدنيا، فحذف أحد الفعلين; لدلالة المذكور عليه، والفاء داخلة لمعنى الشرط; كأنه قيل: إن فرحوا بشيء فليخصوهما بالفرح، فإنه لا مفروح به أحق منهما، ويجوز أن يراد: بفضل الله وبرحمته فليعتنوا فبذلك فليفرحوا، ويجوز أن يراد: قد جاءتكم موعظة بفضل الله وبرحمته، فبذلك: فبمجيئها فليفرحوا، وقرئ: "فلتفرحوا" بالتاء وهو الأصل والقياس، وهي قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما روي، [ ص: 151 ] وعنه: "لتأخذوا مصافكم" قالها في بعض الغزوات، وفي قراءة "فافرحوا"، "هو": راجع إلى ذلك، وقرئ: "مما تجمعون" بالياء والتاء، وعن أبي: أبي بن كعب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلا: قل بفضل الله وبرحمته ; فقال: "بكتاب الله والإسلام" وقيل: "فضله": الإسلام، و"رحمته": ما وعد عليه .