هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون
هو الذي جعل الشمس ضياء أي ذات ضياء وهو مصدر كقيام أو جمع ضوء كسياط وسوط والياء فيه منقلبة عن الواو . وقرأ برواية ابن كثير هنا وفي « الأنبياء » وفي « القصص » : « ضئاء » بهمزتين على القلب بتقديم اللام على العين . قنبل والقمر نورا أي ذا نور أو سمي نورا للمبالغة وهو أعم من الضوء كما عرفت ، وقيل ما بالذات ضوء وما بالعرض نور ، وقد نبه سبحانه وتعالى بذلك على أنه خلق الشمس نيرة في ذاتها والقمر نيرا بعرض مقابلة الشمس والاكتساب منها . وقدره منازل الضمير لكل واحد أي قدر مسير كل واحد منهما منازل ، أو قدره ذا منازل أو للقمر وتخصيصه بالذكر لسرعة سيره ومعاينة منازله وإناطة أحكام الشرع به ولذلك علله بقوله : لتعلموا عدد السنين والحساب حساب الأوقات من الأشهر والأيام في معاملاتكم وتصرفاتكم . ما خلق الله ذلك إلا بالحق إلا ملتبسا بالحق مراعيا فيه مقتضى الحكمة البالغة .
نفصل الآيات لقوم يعلمون فإنهم المنتفعون بالتأمل فيها وقرأ والبصريان ابن كثير وحفص (يفصل) بالياء .
إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض من أنواع الكائنات . لآيات على وجود الصانع ووحدته وكمال علمه وقدرته . لقوم يتقون العواقب فإنه يحملهم على التفكر والتدبر .