[ ص: 146 ] ويا قوم لا يجرمنكم لا يكسبنكم . شقاقي معاداتي . أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح من الغرق . أو قوم هود من الريح . أو قوم صالح من الرجفة وأن بصلتها ثاني مفعولي جرم ، فإنه يعدى إلى واحد وإلى اثنين ككسب . وعن ابن كثير يجرمنكم بالضم وهو منقول من المتعدي إلى مفعول واحد ، والأول أفصح فإن أجرم أقل دورانا على ألسنة الفصحاء . وقرئ (مثل) بالفتح لإضافته إلى المبنى كقوله :
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت . . . حمامة في غصون ذات أرقال
وما قوم لوط منكم ببعيد زمانا أو مكانا فإن لم تعتبروا بمن قبلهم فاعتبروا بهم ، أو ليسوا ببعيد منكم في الكفر والمساوي فلا يبعد عنكم ما أصابهم ، وإفراد البعيد لأن المراد وما إهلاكهم أو وما هم بشيء بعيد ، ولا يبعد أن يسوي في أمثاله بين المذكر والمؤنث لأنها على زنة المصادر كالصهيل والشهيق .
واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه عما أنتم عليه . إن ربي رحيم عظيم الرحمة للتائبين . ودود فاعل بهم من اللطف والإحسان ما يفعل البليغ المودة بمن يوده ، وهو وعد على التوبة بعد الوعيد على الإصرار .