[ ص: 167 ] قال ما خطبكن قال الملك لهن ما شأنكن والخطب أمر يحق أن يخاطب فيه صاحبه . إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله تنزيه له وتعجب من قدرته على خلق عفيف مثله . ما علمنا عليه من سوء من ذنب . قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق ثبت واستقر من حصحص البعير إذا ألقى مباركه ليناخ قال :
فحصحص في صم الصفا ثفناته . . . وناء بسلمى نوأة ثم صمما
أو ظهر من حص شعره إذا استأصله بحيث ظهرت بشرة رأسه . وقرئ على البناء للمفعول . أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين في قوله : هي راودتني عن نفسي ذلك ليعلم قاله يوسف لما عاد إليه الرسول وأخبره بكلامهن أي ذلك التثبت ليعلم العزيز . أني لم أخنه بالغيب بظهر الغيب وهو حال من الفاعل أو المفعول أي لم أخنه وأنا غائب عنه ، أو وهو غائب عني أو ظرف أي بمكان الغيب وراء الأستار والأبواب المغلقة . وأن الله لا يهدي كيد الخائنين لا ينفذه ولا يسدده ، أو لا يهدي الخائنين بكيدهم فأوقع الفعل على الكيد مبالغة . وفيه تعريض براعيل في خيانتها زوجها وتوكيد لأمانته ولذلك عقبه بقوله :