وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد
وإذ تأذن ربكم أيضا من كلام موسى صلى الله عليه وسلم ، وتأذن بمعنى آذن كتوعد وأوعد غير أنه أبلغ لما في التفعل من معنى التكلف والمبالغة . لئن شكرتم يا بني إسرائيل ما أنعمت عليكم من الإنجاء وغيره بالإيمان والعمل الصالح . لأزيدنكم نعمة إلى نعمة . ولئن كفرتم ما أنعمت عليكم . إن عذابي لشديد فلعلي أعذبكم على الكفران عذابا شديدا ومن عادة أكرم الأكرمين أن يصرح بالوعد ويعرض بالوعيد ، والجملة مقول قول مقدر أو مفعول تأذن على أنه جار مجرى (قال) لأنه ضرب منه .
وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا من الثقلين . فإن الله لغني عن شكركم . حميد مستحق للحمد في ذاته ، محمود تحمده الملائكة وتنطق بنعمته ذرات المخلوقات ، فما ضررتم [ ص: 194 ] بالكفر إلا أنفسكم حيث حرمتموها مزيد الأنعام وعرضتموها للعذاب الشديد .