ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
(ما ينزل الملائكة) بالياء ونصب الملائكة على أن الضمير لله تعالى . وقرأ حمزة والكسائي وحفص بالنون بالتاء والبناء للمفعول ورفع وأبو بكر الملائكة . وقرئ « تنزل » بمعنى تتنزل . إلا بالحق إلا تنزيلا ملتبسا بالحق أي بالوجه الذي قدره واقتضته حكمته ، ولا حكمة في أن تأتيكم بصور تشاهدونها فإنه لا يزيدكم إلا لبسا ، ولا في معاجلتكم بالعقوبة فإن منكم ومن ذراريكم من سبقت كلمتنا له بالإيمان . وقيل الحق الوحي أو العذاب . وما كانوا إذا منظرين إذا جواب لهم وجزاء لشرط مقدر أي ولو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين .
إنا نحن نزلنا الذكر رد لإنكارهم واستهزائهم ولذلك أكده من وجوه وقرره بقوله : وإنا له لحافظون أي من التحريف والزيادة والنقص بأن جعلناه معجزا مباينا لكلام البشر ، بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل اللسان ، أو نفي تطرق الخلل إليه في الدوام بضمان الحفظ له كما نفى أن يطعن فيه بأنه المنزل له .
وقيل الضمير في له للنبي صلى الله عليه وسلم .