ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين
ولقد جعلنا في السماء بروجا اثني عشر مختلفة الهيئات والخواص على ما دل عليه الرصد والتجربة مع بساطة السماء . وزيناها بالأشكال والهيئات البهية . للناظرين المعتبرين المستدلين بها على قدرة مبدعها وتوحيد صانعها .
وحفظناها من كل شيطان رجيم فلا يقدر أن يصعد إليها ويوسوس إلى أهلها ويتصرف في أمرها ويطلع على أحوالها .
إلا من استرق السمع بدل من كل شيطان واستراق السمع اختلاسه سرا ، شبه به خطفتهم اليسيرة من قطان السموات لما بينهم من المناسبة في الجوهر أو بالاستدلال من أوضاع الكواكب وحركاتها . وعن رضي الله تعالى عنهما : أنهم كانوا لا يحجبون عن السموات ، فلما ولد ابن عباس عيسى عليه الصلاة والسلام منعوا من ثلاث سموات ، فلما ولد محمد صلى الله عليه وسلم منعوا من كلها بالشهب . ولا يقدح فيه تكونها قبل المولد لجواز أن يكون لها أسباب أخر . وقيل الاستثناء منقطع أي ولكن من استرق السمع . فأتبعه فتبعه ولحقه .
شهاب مبين ظاهر للمبصرين ، والشهاب شعلة نار ساطعة ، وقد يطلق للكوكب والسنان لما فيهما من البريق .