وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون
وأرسلنا الرياح لواقح حوامل ، شبه الريح التي جاءت بخير من إنشاء سحاب ماطر بالحامل كما شبه ما لا يكون كذلك بالعقيم ، أو ملقحات للشجر ونظيره الطوائح بمعنى المطيحات في قوله :
ومختبط مما تطيح الطوائح
وقرئ « وأرسلنا الريح » على تأويل الجنس . فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه فجعلناه لكم سقيا .
وما أنتم له بخازنين قادرين متمكنين من إخراجه ، نفى عنهم ما أثبته لنفسه ، أو حافظين في الغدران والعيون والآبار ، وذلك أيضا يدل على المدبر الحكيم كما تدل حركة الهواء في بعض الأوقات من بعض الجهات على وجه ينتفع به الناس ، فإن طبيعة الماء تقتضي الغور فوقوفه دون حد لا بد له من سبب مخصص .
وإنا لنحن نحيي بإيجاد الحياة في بعض الأجسام القابلة لها . ونميت بإزالتها وقد أول الحياة بما يعم الحيوان والنبات وتكرير الضمير للدلالة على الحصر . ونحن الوارثون الباقون إذا مات الخلائق كلها .