قال هذا صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين
قال هذا صراط علي حق علي أن أراعيه . مستقيم لا انحراف عنه ، والإشارة إلى ما تضمنه [ ص: 212 ] الاستثناء وهو تخليص المخلصين من إغوائه ، أو الإخلاص على معنى أنه طريق علي يؤدي إلى الوصول إلي من غير اعوجاج وضلال . وقرئ (على) من علو الشرف .
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين تصديق لإبليس فيما استثناه وتغيير الوضع لتعظيم المخلصين ، ولأن المقصود بيان عصمتهم وانقطاع مخالب الشيطان عنهم ، أو تكذيب له فيما أوهم أن له سلطانا على من ليس بمخلص من عباده ، فإن منتهى تزيينه التحريض والتدليس كما قال : وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي وعلى هذا يكون الاستثناء منقطعا ، وعلى الأول يدفع قول من شرط أن يكون المستثنى أقل من الباقي لإفضائه إلى تناقض الاستثناءين .