أولم يروا أو لم يعلموا . أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم فإنهم ليسوا أشد خلقا منهن ولا الإعادة أصعب عليه من الإبداء . وجعل لهم أجلا لا ريب فيه هو الموت أو القيامة . فأبى الظالمون مع وضوح الحق . إلا كفورا إلا جحودا .
قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي خزائن رزقه وسائر نعمه ، وأنتم مرفوع بفعل يفسره ما بعده كقول : حاتم
لو ذات سوار لطمتني
. وفائدة هذا الحذف والتفسير المبالغة مع الإيجاز والدلالة على الاختصاص . إذا لأمسكتم خشية الإنفاق لبخلتم مخافة النفاد بالإنفاق إذ لا أحد إلا ويختار النفع لنفسه ولو آثر غيره بشيء فإنما يؤثره لعوض يفوقه فهو إذن بخيل بالإضافة إلى جود الله تعالى وكرمه هذا وإن البخلاء أغلب فيهم . وكان الإنسان قتورا بخيلا لأن بناء أمره على الحاجة والضنة بما يحتاج إليه وملاحظة العوض فيما يبذله .