nindex.php?page=treesubj&link=28973_19881_29680_30495_34513nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5أولئك على هدى من ربهم الجملة في محل الرفع إن جعل أحد الموصولين مفصولا عن المتقين خبر له، فكأنه لما قيل
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هدى للمتقين قيل ما بالهم خصوا بذلك؟ فأجيب بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3الذين يؤمنون بالغيب إلى آخر الآيات. وإلا فاستئناف لا محل لها، فكأنه نتيجة الأحكام والصفات المتقدمة. أو جواب سائل قال: ما للموصوفين بهذه الصفات اختصوا بالهدى؟ ونظيره أحسنت إلى زيد صديقك القديم حقيق بالإحسان، فإن اسم الإشارة هاهنا كإعادة الموصوف بصفاته المذكورة، وهو أبلغ من أن يستأنف بإعادة الاسم وحده لما فيه من بيان المقتضى وتلخيصه، فإن ترتب الحكم على الوصف إيذان بأنه الموجب له. ومعنى الاستعلاء في
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5على هدى تمثيل تمكنهم من الهدى واستقرارهم عليه بحال من اعتلى الشيء وركبه، وقد صرحوا به في قولهم: امتطى الجهل وغوى واقتعد غارب الهوى، وذلك إنما يحصل باستفراغ الفكر وإدامة النظر فيما نصب من الحجج والمواظبة على محاسبة النفس في العمل. ونكر هدى للتعظيم. فكأنه أريد به ضرب لا يبالغ كنهه ولا يقادر قدره، ونظيره قول
nindex.php?page=showalam&ids=12162الهذلي: فلا وأبي الطير المربة بالضحى... على خالد لقد وقعت على لحم
وأكد تعظيمه بأن الله تعالى مانحه والموفق له، وقد أدغمت النون في الراء بغنة وبغير غنة.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5وأولئك هم المفلحون كرر فيه اسم الإشارة تنبيها على أن اتصافهم بتلك الصفات يقتضي كل واحدة من الأثرتين وإن كلا منهما كاف في تمييزهم بها عن غيرهم، ووسط العاطف لاختلاف مفهوم الجملتين هاهنا بخلاف قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=179أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ، فإن التسجيل بالغفلة والتشبيه بالبهائم شيء واحد فكانت الجملة الثانية مقررة للأولى فلا تناسب العطف. وهم: فصل يفصل الخبر عن الصفة ويؤكد النسبة، ويفيد اختصاص المسند إليه، أو مبتدأ والمفلحون خبره والجملة خبر أولئك. والمفلح بالحاء والجيم: الفائز بالمطلوب، كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر، وهذا التركيب وما يشاركه في الفاء والعين نحو فلق وفلذ وفلي يدل على الشق. والفتح وتعريف المفلحين للدلالة على أن المتقين هم الناس الذين بلغك أنهم المفلحون في الآخرة. أو الإشارة إلى ما يعرفه كل أحد من حقيقة المفلحين وخصوصياتهم.
تنبيه: تأمل كيف نبه سبحانه وتعالى على اختصاص المتقين بنيل ما لا يناله كل أحد من وجوه شتى، وبناء الكلام على اسم الإشارة للتعليل مع الإيجاز وتكريره وتعريف الخبر وتوسيط الفصل لإظهار قدرهم والترغيب في اقتفاء أثرهم، وقد تشبث به الوعيدية في خلود الفساق من أهل القبلة في العذاب، ورد بأن المراد بالمفلحين الكاملون في الفلاح، ويلزمه عدم كمال الفلاح لمن ليس على صفتهم، لا عدم الفلاح له رأسا.
nindex.php?page=treesubj&link=28973_19881_29680_30495_34513nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ الْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ إِنْ جُعِلَ أَحَدُ الْمَوْصُولَيْنِ مَفْصُولًا عَنِ الْمُتَّقِينَ خَبَرٌ لَهُ، فَكَأَنَّهُ لَمَّا قِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2هُدًى لِلْمُتَّقِينَ قِيلَ مَا بَالُهُمْ خُصُّوا بِذَلِكَ؟ فَأُجِيبَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ. وَإِلَّا فَاسْتِئْنَافٌ لَا مَحَلَّ لَهَا، فَكَأَنَّهُ نَتِيجَةُ الْأَحْكَامِ وَالصِّفَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ. أَوْ جَوَابُ سَائِلٍ قَالَ: مَا لِلْمَوْصُوفِينَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ اخْتَصُّوا بِالْهُدَى؟ وَنَظِيرُهُ أَحْسَنْتُ إِلَى زَيْدٍ صَدِيقِكَ الْقَدِيمِ حَقِيقٍ بِالْإِحْسَانِ، فَإِنَّ اسْمَ الْإِشَارَةِ هَاهُنَا كَإِعَادَةِ الْمَوْصُوفِ بِصِفَاتِهِ الْمَذْكُورَةِ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنْ أَنْ يُسْتَأْنَفَ بِإِعَادَةِ الِاسْمِ وَحْدَهُ لِمَا فِيهِ مِنْ بَيَانِ الْمُقْتَضَى وَتَلْخِيصِهِ، فَإِنَّ تَرَتُّبَ الْحُكْمِ عَلَى الْوَصْفِ إِيذَانٌ بِأَنَّهُ الْمُوجِبُ لَهُ. وَمَعْنَى الِاسْتِعْلَاءِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5عَلَى هُدًى تَمْثِيلُ تَمَكُّنِهِمْ مِنَ الْهُدَى وَاسْتِقْرَارِهِمْ عَلَيْهِ بِحَالِ مَنِ اعْتَلَى الشَّيْءَ وَرَكِبَهُ، وَقَدْ صَرَّحُوا بِهِ فِي قَوْلِهِمُ: امْتَطَى الْجَهْلَ وَغَوَى وَاقْتَعَدَ غَارِبَ الْهَوَى، وَذَلِكَ إِنَّمَا يَحْصُلُ بِاسْتِفْرَاغِ الْفِكْرِ وَإِدَامَةِ النَّظَرِ فِيمَا نُصِبَ مِنَ الْحُجَجِ وَالْمُوَاظَبَةِ عَلَى مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ فِي الْعَمَلِ. وَنُكِّرَ هُدًى لِلتَّعْظِيمِ. فَكَأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ ضَرْبٌ لَا يُبَالِغُ كُنْهَهُ وَلَا يُقَادِرُ قَدْرَهُ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12162الْهُذَلِيِّ: فَلَا وَأَبِي الطَّيْرُ الْمُرِبَّةُ بِالضُّحَى... عَلَى خَالِدٍ لَقَدْ وَقَعْتَ عَلَى لَحْمِ
وَأُكِّدَ تَعْظِيمُهُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَانِحُهُ وَالْمُوَفِّقُ لَهُ، وَقَدْ أُدْغِمَتِ النُّونُ فِي الرَّاءِ بِغُنَّةٍ وَبِغَيْرِ غُنَّةٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=5وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ كَرَّرَ فِيهِ اسْمَ الْإِشَارَةِ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ اتِّصَافَهُمْ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ يَقْتَضِي كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنَ الْأَثَرَتَيْنِ وَإِنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَافٍ فِي تَمْيِيزِهِمْ بِهَا عَنْ غَيْرِهِمْ، وَوَسَّطَ الْعَاطِفَ لِاخْتِلَافِ مَفْهُومِ الْجُمْلَتَيْنِ هَاهُنَا بِخِلَافِ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=179أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ، فَإِنَّ التَّسْجِيلَ بِالْغَفْلَةِ وَالتَّشْبِيهَ بِالْبَهَائِمِ شَيْءٌ وَاحِدٌ فَكَانَتِ الْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ مُقَرِّرَةً لِلْأُولَى فَلَا تَنَاسِبُ الْعَطْفَ. وَهُمْ: فَصْلٌ يَفْصِلُ الْخَبَرَ عَنِ الصِّفَةِ وَيُؤَكِّدُ النِّسْبَةَ، وَيُفِيدُ اخْتِصَاصَ الْمُسْنَدِ إِلَيْهِ، أَوْ مُبْتَدَأٌ وَالْمُفْلِحُونَ خَبَرُهُ وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ أُولَئِكَ. وَالْمُفْلِحُ بِالْحَاءِ وَالْجِيمِ: الْفَائِزُ بِالْمَطْلُوبِ، كَأَنَّهُ الَّذِي انْفَتَحَتْ لَهُ وُجُوهُ الظَّفَرِ، وَهَذَا التَّرْكِيبُ وَمَا يُشَارِكُهُ فِي الْفَاءِ وَالْعَيْنِ نَحْوَ فَلَقَ وَفَلَذَ وَفَلِيَ يَدُلُّ عَلَى الشَّقِّ. وَالْفَتْحُ وَتَعْرِيفُ الْمُفْلِحِينَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّ الْمُتَّقِينَ هُمُ النَّاسُ الَّذِينَ بَلَغَكَ أَنَّهُمُ الْمُفْلِحُونَ فِي الْآخِرَةِ. أَوِ الْإِشَارَةُ إِلَى مَا يَعْرِفُهُ كُلُّ أَحَدٍ مِنْ حَقِيقَةِ الْمُفْلِحِينَ وَخُصُوصِيَّاتِهِمْ.
تَنْبِيهٌ: تَأَمَّلْ كَيْفَ نَبَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى اخْتِصَاصِ الْمُتَّقِينَ بِنَيْلِ مَا لَا يَنَالُهُ كُلُّ أَحَدٍ مِنْ وُجُوهٍ شَتَّى، وَبِنَاءُ الْكَلَامِ عَلَى اسْمِ الْإِشَارَةِ لِلتَّعْلِيلِ مَعَ الْإِيجَازِ وَتَكْرِيرُهُ وَتَعْرِيفُ الْخَبَرِ وَتَوْسِيطُ الْفَصْلِ لِإِظْهَارِ قَدْرِهِمْ وَالتَّرْغِيبِ فِي اقْتِفَاءِ أَثَرِهِمْ، وَقَدْ تَشَبَّثَ بِهِ الْوَعِيدِيَّةُ فِي خُلُودِ الْفُسَّاقِ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فِي الْعَذَابِ، وَرَدَّ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْمُفْلِحِينَ الْكَامِلُونَ فِي الْفَلَاحِ، وَيَلْزَمُهُ عَدَمُ كَمَالِ الْفَلَاحِ لِمَنْ لَيْسَ عَلَى صِفَتِهِمْ، لَا عَدَمُ الْفَلَاحِ لَهُ رَأْسًا.