وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا
وتحسبهم أيقاظا لانفتاح عيونهم أو لكثرة تقلبهم . وهم رقود نيام . ونقلبهم في رقدتهم .
[ ص: 276 ] ذات اليمين وذات الشمال كيلا تأكل الأرض ما يليها من أبدانهم على طول الزمان . وقرئ « ويقلبهم » بالياء والضمير لله تعالى ، و « تقلبهم » على المصدر منصوبا بفعل يدل عليه تحسبهم أي وترى تقلبهم . وكلبهم هو كلب مروا به فتبعهم فطردوه فأنطقه الله تعالى فقال : أنا أحب أحباء الله فناموا وأنا أحرسكم . أو كلب راع مروا به فتبعهم وتبعه الكلب ، ويؤيده قراءة من قرأ : « وكالبهم » أي وصاحب كلبهم . باسط ذراعيه حكاية حال ماضية ولذلك أعمل اسم الفاعل . بالوصيد بفناء الكهف ، وقيل الوصيد الباب ، وقيل العتبة . لو اطلعت عليهم فنظرت إليهم ، وقرئ « لو اطلعت » بضم الواو . لوليت منهم فرارا لهربت منهم ، و فرارا يحتمل المصدر لأنه نوع من التولية والعلة والحال . ولملئت منهم رعبا خوفا يملأ صدرك بما ألبسهم الله من الهيبة أو لعظم أجرامهم وانفتاح عيونهم . وقيل لوحشة مكانهم . وعن رضي الله عنه أنه غزا معاوية الروم فمر بالكهف فقال : لو كشفت لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم ، فقال له رضي الله تعالى عنهما : ليس لك ذلك قد منع الله تعالى منه من هو خير منك فقال ابن عباس لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا فلم يسمع وبعث ناسا فلما دخلوا جاءت ريح فأحرقتهم . وقرأ الحجازيان (لملئت) بالتشديد للمبالغة وابن عامر والكسائي ويعقوب رعبا بالتثقيل .