ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا
ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه بالقرآن . فأعرض عنها فلم يتدبرها ولم يتذكر بها . ونسي ما قدمت يداه من الكفر والمعاصي ولم يتفكر في عاقبتهما . إنا جعلنا على قلوبهم أكنة تعليل لإعراضهم ونسيانهم بأنهم مطبوع على قلوبهم . أن يفقهوه كراهة أن يفقهوه ، وتذكير الضمير وإفراده للمعنى . وفي آذانهم وقرا يمنعهم أن يستمعوه حق استماعه . وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا تحقيقا ولا تقليدا لأنهم لا يفقهون ولا يسمعون و إذا كما عرفت جزاء وجواب للرسول صلى الله عليه وسلم على تقدير قوله ما لي لا أدعوهم ، فإن حرصه صلى الله عليه وسلم على إسلامهم يدل عليه .
وربك الغفور البليغ المغفرة . ذو الرحمة الموصوف بالرحمة . لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب استشهاد على ذلك بإمهال قريش مع إفراطهم في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم . بل لهم موعد وهو يوم [ ص: 286 ] بدر أو يوم القيامة . لن يجدوا من دونه موئلا منجا ولا ملجأ ، يقال وأل إذا نجا ووأل إليه إذا لجأ إليه .