قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا
( قالت إني أعوذ بالرحمن منك ) من غاية عفافها . ( إن كنت تقيا ) تتقي الله وتحتفل بالاستعاذة ، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي فإني عائذة منك ، أو فتتعظ بتعويذي أو فلا تتعرض لي ، ويجوز أن يكون للمبالغة أي إن كنت تقيا متورعا فإني أتعوذ منك فكيف إذا لم تكن كذلك .
[ ص: 8 ]
( قال إنما أنا رسول ربك ) الذي استعذت به . ( لأهب لك غلاما ) أي لأكون سببا في هبته بالنفخ في الدرع ، ويجوز أن يكون حكاية لقول الله تعالى ، ويؤيده قراءة والأكثر عن أبي عمرو نافع بالياء . ويعقوب
( زكيا ) طاهرا من الذنوب أو ناميا على الخير أي مترقيا من سن إلى سن على الخير والصلاح .