فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
( فأجاءها المخاض ) فألجأها المخاض ، وهو في الأصل منقول من جاء لكنه خص به في الاستعمال كآتى في أعطى وقرئ «المخاض » بالكسر وهما مصدر مخضت المرأة إذا تحرك الولد في بطنها للخروج .
( إلى جذع النخلة ) لتستتر به وتعتمد عليه عند الولادة ، وهو ما بين العرق والغصن وكانت نخلة يابسة لا رأس لها ولا خضرة وكان الوقت شتاء ، والتعريف إما للجنس أو للعهد إذ لم يكن ثم غيرها وكانت كالمتعالم عند الناس ، ولعله تعالى ألهمها ذلك ليريها من آياته ما يسكن روعتها ويطعمها الرطب الذي هو خرسة النفساء الموافقة لها . ( قالت يا ليتني مت قبل هذا ) استحياء من الناس ومخافة لومهم ، وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن عامر ( وأبو بكر مت ) من مات يموت . ( وكنت نسيا ) ما من شأنه أن ينسى ولا يطلب ونظيره الذبح لما يذبح ، وقرأ حمزة وحفص بالفتح وهو لغة فيه أو مصدر سمي به ، وقرئ به وبالهمز وهو الحليب المخلوط بالماء ينسؤه أهله لقلته . ( منسيا ) منسي الذكر بحيث لا يخطر ببالهم وقرئ بكسر الميم على الإتباع .