يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا   يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا   
( يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا   ) ولم يسم أباه بالجهل المفرط ولا نفسه بالعلم الفائق ، بل جعل نفسه كرفيق له في مسير يكون أعرف بالطريق ، ثم ثبطه عما كان عليه بأنه مع خلوه عن النفع مستلزم للضر ، فإنه في الحقيقة عبادة الشيطان من حيث إنه الآمر به فقال : 
( يا أبت لا تعبد الشيطان   ) ولما استهجن ذلك بين وجه الضر فيه بأن الشيطان مستعص على ربك المولي للنعم كلها بقوله : ( إن الشيطان كان للرحمن عصيا   ) ومعلوم أن المطاوع للعاصي عاص وكل عاص حقيق بأن تسترد منه النعم وينتقم منه ، ولذلك عقبه بتخويفه سوء عاقبته وما يجر إليه فقال : 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					