تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا
( تنزيلا ) نصب بإضمار فعله أو بـ ( يخشى ) ، أو على المدح أو البدل من ( تذكرة ) إن جعل حالا ، [ ص: 23 ]
وإن جعل مفعولا له لفظا أو معنى فلا لأن الشيء لا يعلل بنفسه ولا بنوعه . ( ممن خلق الأرض والسماوات العلا ) مع ما بعده إلى قوله ( له الأسماء الحسنى ) تفخيم لشأن المنزل بفرط تعظيم المنزل بذكر أفعاله وصفاته على الترتيب الذي هو عند العقل ، فبدأ بخلق الأرض والسموات التي هي أصول العالم ، وقدم الأرض لأنها أقرب إلى الحس وأظهر عنده من السموات العلى ، وهو جمع العليا تأنيث الأعلى ، ثم أشار إلى وجه إحداث الكائنات وتدبير أمرها بأن قصد العرش فأجرى منه الأحكام والتقادير ، وأنزل منه الأسباب على ترتيب ومقادير حسب ما اقتضته حكمته وتعلقت به مشيئته فقال :