فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى
( فلما أتاها ) أي النار وجد نارا بيضاء تتقد في شجرة خضراء . ( نودي يا موسى ) .
( إني أنا ربك ) فتحه ابن كثير أي بأني وكسره الباقون بإضمار القول أو إجراء النداء مجراه ، وتكرير الضمير للتوكيد والتحقيق . قيل إنه لما نودي قال : من المتكلم قال : إني أنا الله ، فوسوس إليه إبليس لعلك تسمع كلام شيطان فقال : أنا عرفت أنه كلام الله بأني أسمعه من جميع الجهات وبجميع الأعضاء . وهو إشارة إلى أنه عليه الصلاة والسلام تلقى من ربه كلامه تلقيا روحانيا ، ثم تمثل ذلك الكلام لبدنه وانتقل إلى الحس المشترك فانتقش به من غير اختصاص بعضو وجهة . ( وأبو عمرو فاخلع نعليك ) أمره بذلك لأن الحفوة تواضع وأدب ولذلك طاف السلف حافين . وقيل لنجاسة نعليه فإنهما كانتا من جلد حمار غير مدبوغ . وقيل معناه فرغ قلبك من الأهل والمال . ( إنك بالواد المقدس ) تعليل للأمر باحترام البقعة والمقدس يحتمل المعنيين .
( طوى ) عطف بيان للوادي ونونه والكوفيون بتأويل المكان . وقيل هو كثني من الطي مصدر لـ ( ابن عامر نودي ) أو ( المقدس ) أي : نودي نداءين أو قدس مرتين .