[ ص: 151 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني أفعصيت أمري nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90ولقد قال لهم هارون من قبل أي من قبل أن يأتي
موسى ويرجع إليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=90يا قوم إنما فتنتم أي ابتليتم وأضللتم به ؛ أي بالعجل . وإن ربكم الرحمن لا العجل . فاتبعوني في عبادته . وأطيعوا أمري لا أمر
السامري . أو فاتبعوني في مسيري إلى
موسى ودعوا العجل . فعصوه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91قالوا لن نبرح عليه عاكفين أي لن نزال مقيمين على عبادة العجل .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=91حتى يرجع إلينا موسى فينظر هل يعبده كما عبدناه ؛ فتوهموا أن
موسى يعبد العجل ، فاعتزلهم
هارون في اثني عشر ألفا من الذين لم يعبدوا العجل ، فلما رجع
موسى وسمع الصياح والجلبة وكانوا يرقصون حول العجل قال للسبعين معه هذا صوت الفتنة ؛ فلما رأى
هارون أخذ شعر رأسه بيمينه ولحيته بشماله غضبا و
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=92قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا أي أخطئوا الطريق وكفروا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=93ألا تتبعن ( لا ) زائدة أي أن تتبع أمري ووصيتي . وقيل : ما منعك عن اتباعي في الإنكار عليهم . وقيل : معناه هلا قاتلتهم إذ قد علمت أني لو كنت بينهم لقاتلتهم على كفرهم . وقيل : ما منعك من اللحوق بي لما فتنوا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=93أفعصيت أمري يريد أن مقامك بينهم وقد عبدوا غير الله تعالى عصيان منك لي ؛ قاله
ابن عباس . وقيل : معناه هلا فارقتهم فتكون مفارقتك إياهم تقريعا لهم وزجرا . ومعنى : أفعصيت أمري قيل : إن أمره ما حكاه الله تعالى عنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=142وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ، فلما أقام معهم ولم يبالغ في منعهم والإنكار عليهم نسبه إلى عصيانه ومخالفة أمره .
مسألة : وهذا كله
nindex.php?page=treesubj&link=24661أصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتغييره ومفارقة أهله ، وأن المقيم بينهم لا سيما إذا كان راضيا حكمه كحكمهم . وقد مضى هذا المعنى في آل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال .
وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=14703الإمام أبو بكر الطرطوشي - رحمه الله - : ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب
الصوفية ؟ وأعلم - حرس الله مدته - أنه اجتمع جماعة من رجال ، فيكثرون من ذكر الله تعالى ، وذكر
محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه ، ويحضرون شيئا يأكلونه . هل الحضور معهم جائز أم لا ؟ أفتونا مأجورين ، وهذا القول الذي يذكرونه :
[ ص: 152 ] يا شيخ كف عن الذنوب قبل التفرق والزلل
واعمل لنفسك صالحا
ما دام ينفعك العمل
أما الشباب فقد مضى
ومشيب رأسك قد نزل
وفي مثل هذا ونحوه . الجواب : - يرحمك الله -
nindex.php?page=treesubj&link=29542مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة ، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله ، وأما
nindex.php?page=treesubj&link=29416الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري ، لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون ؛ فهو دين الكفار وعباد العجل ؛ وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى ؛ وإنما كان يجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه كأنما على رءوسهم الطير من الوقار ؛ فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم عن الحضور في المساجد وغيرها ؛ ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ، ولا يعينهم على باطلهم ؛ هذا مذهب
مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق .