وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون
( وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ) نفي لما اعتقدوا أنها من خواص الملك عن الرسل تحقيقا لأنهم كانوا أبشارا مثلهم . وقيل جواب لقولهم ( مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ) ( وما كانوا خالدين ) تأكيد وتقرير له فإن التعيش بالطعام من توابع التحليل المؤدي إلى الفناء وتوحيد الجسد لا إرادة الجنس ، أو لأنه مصدر في الأصل أو على حذف المضاف أو تأويل الضمير بكل واحد وهو جسم ذو لون فلذلك لا يطلق على الماء والهواء ، ومنه الجساد للزعفران . وقيل جسم ذو تركيب لأن أصله لجمع الشيء واشتداده .
( ثم صدقناهم الوعد ) أي في الوعد . ( فأنجيناهم ومن نشاء ) يعني المؤمنين بهم ومن في إبقائه حكمة [ ص: 47 ]
كمن سيؤمن هو أو أحد من ذريته ، ولذلك حميت العرب من عذاب الاستئصال . ( وأهلكنا المسرفين ) في الكفر والمعاصي .
( لقد أنزلنا إليكم ) يا قريش ( كتابا ) يعني القرآن . ( فيه ذكركم ) صيتكم كقوله ( وإنه لذكر لك ولقومك ) أو موعظتكم أو ما تطلبون به حسن الذكر من مكارم الأخلاق . ( أفلا تعقلون ) فتؤمنون .