وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون
( وتالله ) وقرئ بالباء وهي الأصل والتاء بدل من الواو المبدلة منها وفيها تعجب . ( لأكيدن أصنامكم ) لأجتهدن في كسرها ، ولفظ الكيد وما في التاء من التعجب لصعوبة الأمر وتوقفه على نوع من الحيل . ( بعد أن تولوا ) عنها . ( مدبرين ) إلى عيدكم ولعله قال ذلك سرا .
( فجعلهم جذاذا ) قطاعا فعال بمعنى مفعول كالحطام من الجذ وهو القطع . وقرأ بالكسر وهو لغة ، أو جمع جذيذ كخفاف وخفيف . وقرئ بالفتح و «جذذا » جمع جذيذ و «جذذا » جمع جذة . ( الكسائي إلا كبيرا لهم ) للأصنام كسر غيره واستبقاه وجعل الفأس على عنقه . ( لعلهم إليه يرجعون ) لأنه غلب على ظنه أنهم لا يرجعون إلا إليه لتفرده واشتهاره بعداوة آلهتهم فيحاجهم بقوله : ( بل فعله كبيرهم ) فيحجهم ، أو أنهم يرجعون إلى الكبير فيسألونه عن كاسرها إذ من شأن المعبود أن يرجع إليه في حل العقد فيبكتهم بذلك ، أو إلى الله أي يرجعون إلى توحيده عند تحققهم عجز آلهتهم .