ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير
( ويستعجلونك بالعذاب ) المتوعد به . ( ولن يخلف الله وعده ) لامتناع الخلف في خبره فيصيبهم ما أوعدهم به ولو بعد حين لكنه صبور لا يعجل بالعقوبة . ( وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) بيان لتناهي صبره وتأنيه حتى استقصر المدد الطوال ، أو لتمادي عذابه وطول أيامه حقيقة ، أو من حيث إن أيام الشدائد مستطالة ، وقرأ ابن كثير وحمزة بالياء . والكسائي
( وكأين من قرية ) وكم من أهل قرية فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه في الإعراب ، ورجع الضمائر والأحكام مبالغة في التعميم والتهويل وإنما عطف الأولى بالفاء وهذه بالواو ، لأن الأولى بدل من قوله ( فكيف كان نكير ) وهذه في حكم ما تقدمها من الجملتين لبيان أن المتوعد به يحيق بهم لا محالة وأن تأخيره لعادته تعالى . ( أمليت لها ) كما أمهلتكم . ( وهي ظالمة ) مثلكم . ( ثم أخذتها ) بالعذاب . ( وإلي المصير ) وإلى حكمي مرجع الجميع .
[ ص: 75 ]