قال رب انصرني بما كذبون قال عما قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين
( قال رب انصرني ) عليهم وانتقم لي منهم . ( بما كذبون ) بسبب تكذيبهم إياي .
[ ص: 88 ]
( قال عما قليل ) عن زمان قليل و «ما » صلة لتوكيد معنى القلة ، أو نكرة موصوفة . ( ليصبحن نادمين ) على التكذيب إذا عاينوا العذاب .
( فأخذتهم الصيحة ) صيحة جبريل صاح عليهم صيحة هائلة تصدعت منها قلوبهم فماتوا ، واستدل به على أن القرن قوم صالح . ( بالحق ) بالوجه الثابت الذي لا دافع له ، أو بالعدل من الله كقولك فلان يقضي بالحق . أو بالوعد الصدق . ( فجعلناهم غثاء ) شبههم في دمارهم بغثاء السيل وهو حميله كقول العرب : سال به الوادي ، لمن هلك . ( فبعدا للقوم الظالمين ) يحتمل الإخبار والدعاء ، و ( بعدا ) مصدر بعد إذا هلك ، وهو من المصادر التي تنصب بأفعال لا يستعمل إظهارها ، واللام لبيان من دعي عليه بالبعد ، ووضع الظاهر موضع ضميرهم للتعليل .