وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون
( وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار ) لتحسوا بها ما نصب من الآيات . ( والأفئدة ) لتتفكروا فيها وتستدلوا بها إلى غير ذلك من المنافع الدينية والدنيوية . ( قليلا ما تشكرون ) تشكرونها شكرا قليلا لأن العمدة في شكرها استعمالها فيما خلقت لأجله ، والإذعان لمانحها من غير إشراك وما صلة للتأكيد .
( وهو الذي ذرأكم في الأرض ) خلقكم وبثكم فيها بالتناسل . ( وإليه تحشرون ) تجمعون يوم القيامة بعد تفرقكم .
( وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار ) ويختص به تعاقبهما لا يقدر عليه غيره فيكون ردا لنسبته إلى الشمس حقيقة أو لأمره وقضائه تعاقبهما ، أو انتقاص أحدهما وازدياد الآخر . ( أفلا تعقلون ) بالنظر والتأمل أن الكل منا وأن قدرتنا تعم الممكنات كلها وأن البعث من جملتها ، وقرئ بالياء على أن الخطاب السابق لتغليب المؤمنين .