فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون   فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون   ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون   
( فإذا نفخ في الصور   ) لقيام الساعة والقراءة بفتح الواو وبه وبكسر الصاد يؤيد أن الصور أيضا جمع الصورة . ( فلا أنساب بينهم   ) تنفعهم لزوال التعاطف والتراحم من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه أو يفتخرون بها . ( يومئذ   ) كما يفعلون اليوم . ( ولا يتساءلون   ) ولا يسأل بعضهم بعضا لاشتغاله بنفسه ، وهو لا يناقض قوله ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون   ) لأنه عند النفخة وذلك بعد المحاسبة ، أو دخول أهل الجنة الجنة والنار النار . 
( فمن ثقلت موازينه   ) موزونات عقائده وأعماله ، أي فمن كانت له عقائد وأعمال صالحة يكون لها وزن عند الله تعالى وقدر . ( فأولئك هم المفلحون   ) الفائزون بالنجاة والدرجات . 
 [ ص: 96 ] 
( ومن خفت موازينه   ) ومن لم يكن له ما يكون له وزن ، وهم الكفار لقوله تعالى : ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا   ) . ( فأولئك الذين خسروا أنفسهم   ) غبنوها حيث ضيعوا زمان استكمالها وأبطلوا استعدادها لنيل كمالها . ( في جهنم خالدون   ) بدل من الصلة أو خبر ثان «لأولئك » . 
				
						
						
