بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا   إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا   
( بل كذبوا بالساعة   ) فقصرت أنظارهم على الحطام الدنيوية وظنوا أن الكرامة إنما هي بالمال فطعنوا فيك لفقرك ، أو فلذلك كذبوك لا لما تمحلوا من المطاعن الفاسدة ، أو فكيف يلتفتون إلى هذا الجواب ويصدقونك بما وعد الله لك في الآخرة ، أو فلا تعجب من تكذيبهم إياك فإنه أعجب منه . ( وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا   ) نارا شديدة الاستعار ، وقيل هو اسم لجهنم فيكون صرفه باعتبار المكان . 
( إذا رأتهم   ) إذا كانت بمرأى منهم كقوله عليه السلام «لا تتراءى ناراهما » أي لا تتقاربان بحيث تكون إحداهما بمرأى من الأخرى على المجاز والتأنيث لأنه بمعنى النار أو جهنم . ( من مكان بعيد   ) هو أقصى ما يمكن أن يرى منه . ( سمعوا لها تغيظا وزفيرا   ) صوت تغيظ ، شبه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره وهو صوت يسمع من جوفه ، هذا وإن الحياة لما لم تكن مشروطة عندنا بالبنية أمكن أن يخلق الله فيها حياة فترى وتتغيظ وتزفر . وقيل إن ذلك لزبانيتها فنسب إليها على حذف المضاف . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					