وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا
( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) أي إلا رسلا إنهم فحذف الموصوف لدلالة المرسلين عليه وأقيمت الصفة مقامه كقوله تعالى : ( وما منا إلا له مقام معلوم ) ، ويجوز أن تكون حالا اكتفى فيها بالضمير وهو جواب لقولهم ( مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ) .
وقرئ «يمشون » أي تمشيهم حوائجهم أو الناس . ( وجعلنا بعضكم ) أيها الناس . ( لبعض فتنة ) ابتلاء ومن ذلك ابتلاء الفقراء بالأغنياء ، والمرسلين بالمرسل إليهم ومناصبتهم لهم العداوة وإيذائهم لهم ، وهو تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم على ما قالوه بعد نقضه ، وفيه دليل على القضاء والقدر . ( أتصبرون ) علة للجعل والمعنى وجعلنا بعضكم لبعض فتنة لنعلم أيكم يصبر ونظيره قوله تعالى : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) ، أو حث على الصبر على ما افتتنوا به . ( وكان ربك بصيرا ) بمن يصبر أو بالصواب فيما يبتلي به وغيره .