وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا
( وعادا وثمود ) عطف على هم في ( جعلناهم ) أو على «الظالمين » لأن المعنى ووعدنا الظالمين ، وقرأ حمزة وحفص «وثمود » على تأويل القبيلة . ( وأصحاب الرس ) قوم كانوا يعبدون الأصنام فبعث الله تعالى إليهم شعيبا فكذبوه ، فبينما هم حول الرس وهي البئر الغير المطوية فانهارت فخسف بهم وبديارهم . وقيل ( الرس ) قرية بفلج اليمامة كان فيها بقايا ثمود فبعث إليهم نبي فقتلوه فهلكوا . وقيل الأخدود وقيل بئر بأنطاكية قتلوا [ ص: 125 ]
فيها حبيبا النجار ، وقيل هم أصحاب النبي ابتلاهم الله تعالى بطير عظيم كان فيها من كل لون ، وسموها عنقاء لطول عنقها وكانت تسكن جبلهم الذي يقال له فتخ أو دمخ وتنقض على صبيانهم فتخطفهم إذا أعوزها الصيد ، ولذلك سميت مغربا فدعا عليها حنظلة فأصابتها الصاعقة ثم أنهم قتلوه فأهلكوا . حنظلة بن صفوان
وقيل هم قوم كذبوا نبيهم ورسوه أي دسوه في بئر . ( وقرونا ) وأهل أعصار قيل القرن أربعون سنة وقيل سبعون وقيل مائة وعشرون . ( بين ذلك ) إشارة إلى ما ذكر . ( كثيرا ) لا يعلمها إلا الله .
( وكلا ضربنا له الأمثال ) بينا له القصص العجيبة من قصص الأولين إنذارا وإعذارا فلما أصروا أهلكوا كما قال : ( وكلا تبرنا تتبيرا ) فتتناه تفتيتا ومنه التبر لفتات الذهب والفضة ، ( وكلا ) الأول منصوب بما دل عليه ( ضربنا ) كأنذرنا والثاني بـ ( تبرنا ) لأنه فارغ .