والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما   
( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين   ) بتوفيقهم للطاعة وحيازة الفضائل ، فإن المؤمن إذا شاركه أهله في طاعة الله سر بهم قلبه وقرت بهم عينه لما يرى من مساعدتهم له في الدين وتوقع لحوقهم به في الجنة ، و ( من ) ابتدائية أو بيانية كقولك : رأيت منك أسدا ، وقرأ  حمزة   وأبو عمرو   والكسائي   وأبو بكر  «وذريتنا » وقرأ  ابن عامر  والحرميان وحفص   ويعقوب   ( وذرياتنا   ) بالألف ، وتنكير الـ ( أعين ) لإرادة تنكير الـ ( قرة ) تعظيما وتقليلها لأن المراد أعين المتقين وهي قليلة بالإضافة إلى عيون غيرهم . ( واجعلنا  [ ص: 132 ] للمتقين إماما   ) يقتدون بنا في أمر الدين بإضافة العلم والتوفيق للعمل ، وتوحيده إما للدلالة على الجنس وعدم اللبس كقوله ( ثم يخرجكم طفلا   ) أو لأنه مصدر في أصله ، أو لأن المراد واجعل كل واحد منا ، أو لأنهم كنفس واحدة لاتحاد طريقتهم واتفاق كلمتهم . وقيل جمع آم كصائم وصيام ومعناه قاصدين لهم مقتدين بهم . 
				
						
						
