( فأرسل فرعون ) حين أخبر بسراهم . ( في المدائن حاشرين ) العساكر ليتبعوهم .
( إن هؤلاء لشرذمة قليلون ) على إرادة القول وإنما استقلهم وكانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا بالإضافة إلى جنوده ، إذ روي أنه خرج وكانت مقدمته سبعمائة ألف والشرذمة الطائفة القليلة ، ومنها ثوب شراذم لما بلي وتقطع ، و ( قليلون ) باعتبار أنهم أسباط كل سبط منهم قليل .
( وإنهم لنا لغائظون ) لفاعلون ما يغيظنا .
( وإنا لجميع حاذرون ) وإنا لجمع من عادتنا الحذر واستعمال الحزم في الأمور ، أشار أولا إلى عدم ما يمنع اتباعهم من شوكتهم ثم إلى تحقق ما يدعو إليه من فرط عداوتهم ووجوب التيقظ في شأنهم حثا عليه ، أو اعتذر بذلك إلى أهل المدائن كي لا يظن به ما يكسر سلطانه ، وقرأ برواية ابن عامر والكوفيون ( حاذرون ) والأول للثبات والثاني للتجدد ، وقيل الحاذر المؤدي في السلاح وهو أيضا من الحذر لأن ذلك إنما يفعل حذرا ، وقرئ «حادرون » بالدال المهملة أي أقوياء قال : ابن ذكوان
أحب الصبي السوء من أجل أمه . . . وأبغضه من بغضها وهو حادر
أو تامو السلاح فإن ذلك يوجب حدارة في أجسامهم .