فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين   
( فمكث غير بعيد   ) زمانا غير مديد يريد به الدلالة على سرعة رجوعه خوفا منه ، وقرأ عاصم بفتح الكاف . ( فقال أحطت بما لم تحط به   ) يعني حال سبأ ، وفي مخاطبته إياه بذلك تنبيه له على أن في أدنى خلق الله تعالى من أحاط علما بما لم يحط به لتتحاقر إليه نفسه ويتصاغر لديه علمه ، وقرئ بإدغام الطاء في التاء بإطباق وبغير إطباق . ( وجئتك من سبإ   ) وقرأ  ابن كثير  برواية  البزي   وأبو عمرو  غير مصروف على تأويل القبيلة أو البلدة والقواس بهمزة ساكنة . ( بنبإ يقين   ) بخبر متحقق روي أنه عليه الصلاة والسلام لما أتم بناء بيت المقدس  تجهز للحج فوافى الحرم  وأقام بها ما شاء ، ثم توجه إلى اليمن  فخرج من مكة  صباحا فوافى صنعاء  ظهيرة فأعجبته نزاهة أرضها فنزل بها ثم لم يجد الماء . وكان الهدهد رائده لأنه يحسن طلب الماء . 
فتفقده لذلك فلم يجده إذ حلق حين نزل سليمان  فرأى هدهدا واقعا فانحط إليه فتواصفا وطار معه لينظر ما وصف له ، ثم رجع بعد العصر وحكى ما حكى ، ولعل في عجائب قدرة الله وما خص به خاصة عباده أشياء أعظم من ذلك يستكبرها من يعرفها ويستنكرها من ينكرها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					