من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين
( من جاء بالحسنة فله خير منها ) ذاتا وقدرا ووصفا . ( ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات ) وضع فيه الظاهر موضع الضمير تهجينا لحالهم بتكرير إسناد السيئة إليهم . ( إلا ما كانوا يعملون ) أي إلا مثل ما كانوا يعملون فحذف المثل وأقيم ما كانوا يعملون مقامه مبالغة في المماثلة .
( إن الذي فرض عليك القرآن ) أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه . ( لرادك إلى معاد ) أي معاد وهو المقام المحمود الذي وعدك أن يبعثك فيه ، أو مكة التي اعتدت بها على أنه من العادة رده إليها يوم الفتح ، كأنه لما حكم بأن ( العاقبة للمتقين ) وأكد ذلك بوعد المحسنين ووعيد المسيئين وعده بالعاقبة الحسنى في الدارين .
روي أنه لما بلغ جحفة في مهاجره اشتاق إلى مولده ومولد آبائه فنزلت . ( قل ربي أعلم من جاء بالهدى ) وما يستحقه من الثواب والنصر ومن منتصب بفعل يفسره أعلم . ( ومن هو في ضلال مبين ) وما استحقه من العذاب والإذلال يعني به نفسه والمشركين ، وهو تقرير للوعد السابق وكذا قوله :