ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين
( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) بإيتائهما فعلا ذا حسن ، أو كأنه في ذاته حسن لفرط حسنه ووصى يجري مجرى أمر معنى وتصرفا ، وقيل هو بمعنى قال ، أي وقلنا له أحسن بوالديك ( حسنا ) ، وقيل ( حسنا ) منتصب بفعل مضمر على تقدير قول مفسر للتوصية أي قلنا أولهما أو افعل بهما ( حسنا ) وهو أوفق لما بعده وعليه يحسن الوقف على ( بوالديه ) ، وقرئ ( حسنا و «إحسانا » . ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم ) بإلهيته عبر عن نفيها بنفي العلم بها إشعارا بأن ما لا يعلم صحته لا يجوز اتباعه وإن لم يعلم بطلانه فضلا عما علم بطلانه . ( فلا تطعهما ) في ذلك فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولا بد من إضمار القول إن لم يضمر قبل . ( إلي مرجعكم ) مرجع من آمن منكم ومن أشرك ومن بر بوالديه ومن عق .
( فأنبئكم بما كنتم تعملون ) بالجزاء عليه ، والآية نزلت في وأمه سعد بن أبي وقاص حمنة ، فإنها لما سمعت بإسلامه حلفت أنها لا تنتقل من الضح ولا تطعم ولا تشرب حتى يرتد ولبثت ثلاثة أيام كذلك وكذا التي في «لقمان » و «الأحقاف » .
( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) في جملتهم والكمال في الصلاح منتهى درجات المؤمنين ومتمنى أنبياء الله المرسلين ، أو في مدخلهم وهو الجنة .