( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ) فلم يتفكر فيها ، و ( ثم ) لاستبعاد الإعراض عنها مع فرط وضوحها وإرشادها إلى أسباب السعادة بعد التذكير بها عقلا كما في بيت الحماسة :
ولا يكشف الغماء إلا ابن حرة . . . يرى غمرات الموت ثم يزورها
( إنا من المجرمين منتقمون ) فكيف ممن كان أظلم من كل ظالم .
( ولقد آتينا موسى الكتاب ) كما آتيناك . ( فلا تكن في مرية ) في شك . ( من لقائه ) من لقائك الكتاب كقوله : ( وإنك لتلقى القرآن ) فإنا آتيناك من الكتاب مثل ما آتيناه منه فليس ذلك ببدع لم يكن قط حتى ترتاب فيه ، أو من لقاء موسى الكتاب أو من لقائك موسى .
وعنه عليه الصلاة والسلام موسى صلى الله عليه وسلم رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة » . «رأيت ليلة أسري بي
( وجعلناه ) أي المنزل على موسى . ( هدى لبني إسرائيل ) .
[ ص: 223 ]
( وجعلنا منهم أئمة يهدون ) الناس إلى ما فيه من الحكم والأحكام . ( بأمرنا ) إياهم به أو بتوفيقنا له .
( لما صبروا ) وقرأ حمزة والكسائي ورويس ( لما صبروا ) أي لصبرهم على الطاعة أو عن الدنيا . ( وكانوا بآياتنا يوقنون ) لإمعانهم فيها النظر .