قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا
( قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ) أي أو يصيبكم بسوء إن أراد بكم رحمة فاختصر الكلام كما في قوله :
متقلدا سيفا ورمحا
أو حمل الثاني على الأول لما في العصمة من معنى المنع . ( ولا يجدون لهم من دون الله وليا ) ينفعهم . ( ولا نصيرا ) يدفع الضر عنهم .
( قد يعلم الله المعوقين منكم ) المثبطين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم المنافقون . ( والقائلين لإخوانهم ) من [ ص: 228 ]
ساكني المدينة . ( هلم إلينا ) قربوا أنفسكم إلينا وقد ذكر أصله في «الأنعام » . ( ولا يأتون البأس إلا قليلا ) إلا إتيانا أو زمانا أو بأسا قليلا ، فإنهم يعتذرون ويتثبطون ما أمكن لهم ، أو يخرجون مع المؤمنين ولكن لا يقاتلون إلا قليلا كقوله ( ما قاتلوا إلا قليلا ) وقيل إنه من تتمة كلامهم ومعناه لا يأتي أصحاب محمد حرب الأحزاب ولا يقاومونهم إلا قليلا .