.
[ ص: 252 ]
( وقالوا آمنا به ) بمحمد عليه الصلاة والسلام ، وقد مر ذكره في قوله : ( ما بصاحبكم ) . ( وأنى لهم التناوش ) ومن أين لهم أن يتناولوا الإيمان تناولا سهلا . ( من مكان بعيد ) فإنه في حيز التكليف وقد بعد عنهم ، وهو تمثيل لحالهم في الاستخلاص بالإيمان بعد ما فات عنهم أوانه وبعد عنهم ، بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة تناوله من ذراع في الاستحالة ، وقرأ والكوفيون غير أبو عمرو حفص بالهمز على قلب الواو لضمتها .
أو أنه من نأشت الشيء إذا طلبته قال : رؤبة
أقحمني جار أبي الجاموش . . . إليك نأش القدر النؤوش
أو من نأشت إذا تأخرت ومنه قوله :
تمنى نشيشا أن يكون أطاعني . . . وقد حدثت بعد الأمور أمور
فيكون بمعنى التناول من بعد .