( إن كانت ) ما كانت الأخذة أو العقوبة . ( إلا صيحة واحدة ) صاح بها جبريل عليه السلام ، وقرئت بالرفع على كان التامة . ( فإذا هم خامدون ) ميتون ، شبهوا بالنار رمزا إلى أن الحي كالنار الساطعة والميت كرمادها كما قال لبيد :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه . . . يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
( يا حسرة على العباد ) تعالي فهذه من الأحوال التي من حقها أن تحضري فيها ، وهي ما دل عليها :
( ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) فإن المستهزئين بالناصحين المخلصين المنوط بنصحهم خير الدارين أحقاء بأن يتحسروا ويتحسر عليهم ، وقد تلهف على حالهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين ، ويجوز أن يكون تحسرا من الله عليهم على سبيل الاستعارة لتعظيم ما جنوه على أنفسهم ويؤيده قراءة ( يا حسرتا ) ونصبها لطولها بالجار المتعلق بها ، وقيل بإضمار فعلها والمنادى محذوف ، وقرئ «يا حسرة العباد » بالإضافة إلى الفاعل أو المفعول ، و «يا حسرة » بالهاء على العباد بإجراء الوصل مجرى الوقف .