وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم
( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) نزيله ونكشفه عن مكانه مستعار من سلخ الجلد والكلام في إعرابه ما سبق . ( فإذا هم مظلمون ) داخلون في الظلام .
( والشمس تجري لمستقر لها ) لحد معين ينتهي إليه دورها ، فشبه بمستقر المسافر إذا قطع مسيره ، أو لكبد السماء فإن حركتها فيه يوجد فيها بطء بحيث يظن أن لها هناك وقفة قال :
والشمس حيرى لها بالجو تدويم
أو لاستقرار لها على نهج مخصوص ، أو لمنتهى مقدر لكل يوم من المشارق والمغارب فإن لها في دورها ثلاثمائة وستين مشرقا ومغربا ، تطلع كل يوم من مطلع وتغرب من مغرب ثم لا تعود إليهما إلى العام القابل ، أو لمنقطع جريها عند خراب العالم . وقرئ «لا مستقر لها » أي لا سكون فإنها متحركة دائما و «لا مستقر » على أن «لا » بمعنى ليس . ( ذلك ) الجري على هذا التقدير المتضمن للحكم التي تكل الفطن عن إحصائها . ( تقدير العزيز ) الغالب بقدرته على كل مقدور . ( العليم ) المحيط علمه بكل معلوم .