وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون
وإن يونس لمن المرسلين وقرئ بكسر النون.
( إذ أبق ) هرب، وأصله الهرب من السيد لكن لما كان هربه من قومه بغير إذن ربه حسن إطلاقه عليه.
( إلى الفلك المشحون ) المملوء.
( فساهم ) فقارع أهله. ( فكان من المدحضين ) فصار من المغلوبين بالقرعة، وأصله المزلق عن مقام الظفر.
روي أنه لما وعد قومه بالعذاب خرج من بينهم قبل أن يأمره الله، فركب السفينة فوقفت فقالوا: هاهنا عبد آبق فاقترعوا فخرجت القرعة عليه، فقال: أنا الآبق ورمى بنفسه في الماء.
( فالتقمه الحوت ) فابتلعه من اللقمة. ( وهو مليم ) داخل في الملامة، أو آت بما يلام عليها أو مليم نفسه، وقرئ بالفتح مبنيا من ليم كمشيب في مشوب.
( فلولا أنه كان من المسبحين ) الذاكرين الله كثيرا بالتسبيح مدة عمره، أو في بطن الحوت وهو قوله ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) وقيل: من المصلين.
( للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) حيا وقيل: ميتا، وفيه حث على إكثار الذكر وتعظيم لشأنه، ومن أقبل عليه في السراء أخذ بيده عند الضراء.