ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء هو المطر. فسلكه فأدخله. ينابيع في الأرض هي عيون ومجار كائنة فيها، أو مياه نابعات فيها إذ الينبوع جاء للمنبع وللنابع فنصبها على الظرف أو الحال. ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه أصنافه من بر وشعير وغيرهما، أو كيفياته من خضرة وحمرة وغيرهما. ثم يهيج يتم جفافه لأنه إذا تم جفافه حان له أن يثور عن منبته. فتراه مصفرا من يبسه. ثم يجعله حطاما فتاتا. إن في ذلك لذكرى لتذاكيرا بأنه لا بد من صانع حكيم دبره وسواه، أو بأنه مثل الحياة الدنيا فلا تغتر بها. لأولي الألباب إذ لا يتذكر به غيرهم.