فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد
فلذلك فلأجل ذلك التفرق أو الكتاب، أو العلم الذي أوتيته. فادع إلى الاتفاق على الملة [ ص: 79 ] الحنيفية أو الاتباع لما أوتيت، وعلى هذا يجوز أن تكون اللام في موضع إلى لإفادة الصلة والتعليل.
واستقم كما أمرت واستقم على الدعوة كما أمرك الله تعالى. ولا تتبع أهواءهم الباطلة. وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب يعني جميع الكتب المنزلة لا كالكفار الذين آمنوا ببعض وكفروا ببعض. وأمرت لأعدل بينكم في تبليغ الشرائع والحكومات، والأول إشارة إلى كمال القوة النظرية وهذا إشارة إلى كمال القوة العملية. الله ربنا وربكم خالق الكل ومتولي أمره. لنا أعمالنا ولكم أعمالكم وكل مجازى بعمله. لا حجة بيننا وبينكم لا حجاج بمعنى لا خصومة إذ الحق قد ظهر ولم يبق للمحاجة مجال ولا للخلاف مبدأ سوى العناد. الله يجمع بيننا يوم القيامة. وإليه المصير مرجع الكل لفصل القضاء، وليس في الآية ما يدل على متاركة الكفار رأسا حتى تكون منسوخة بآية القتال.
والذين يحاجون في الله في دينه. من بعد ما استجيب له من بعد ما استجاب له الناس ودخلوا فيه، أو من بعد ما استجاب الله لرسوله فأظهر دينه بنصره يوم بدر، أو من بعد ما استجاب له أهل الكتاب بأن أقروا بنبوته واستفتحوا به. حجتهم داحضة عند ربهم زائلة باطلة. وعليهم غضب لمعاندتهم. ولهم عذاب شديد على كفرهم.