فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد
فإن حاجوك في الدين، أو جادلوك فيه بعد ما أقمت الحجج. فقل أسلمت وجهي لله أخلصت نفسي وجملتي له لا أشرك فيها غيره، وهو الدين القويم الذي قامت به الحجج ودعت إليه الآيات والرسل، وإنما عبر بالوجه عن النفس لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة ومظهر القوى والحواس ومن اتبعن عطف على التاء في أسلمت وحسن للفصل، أو مفعول معه. وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين الذين لا كتاب لهم كمشركي العرب. أأسلمتم كما أسلمت لما وضحت لكم الحجة، أم أنتم بعد على كفركم ونظيره وقوله:
فهل أنتم منتهون وفيه تعيير لهم بالبلادة أو المعاندة. فإن أسلموا فقد اهتدوا فقد نفعوا أنفسهم بأن أخرجوها من الضلال. وإن تولوا فإنما عليك البلاغ أي فلم يضروك إذ ما عليك إلا أن تبلغ وقد بلغت.
والله بصير بالعباد وعد ووعيد.