فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم
فراغ إلى أهله فذهب إليهم في خفية من ضيفه فإن حذرا من أن يكفه الضيف أو يصير منتظرا. من أدب المضيف أن يبادر بالقرى فجاء بعجل سمين لأنه كان عامة ماله البقر.
فقربه إليهم بأن وضعه بين أيديهم. قال ألا تأكلون أي منه، وهو مشعر بكونه حنيذا، والهمزة فيه للعرض والحث على الأكل على طريقة الأدب إن قاله أول ما وضعه، وللإنكار إن قاله حينما رأى إعراضهم.
فأوجس منهم خيفة فأضمر منهم خوفا لما رأى إعراضهم عن طعامه لظنه أنهم جاءوه لشر. وقيل: وقع في نفسه أنهم ملائكة أرسلوا للعذاب. قالوا لا تخف إنا رسل الله. قيل: مسح جبريل العجل بجناحه فقام يدرج حتى لحق بأمه فعرفهم وأمن منهم. وبشروه بغلام هو إسحاق عليه السلام. عليم يكمل علمه إذ بلغ.