فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون
فذكر فاثبت على التذكير ولا تكترث بقولهم. فما أنت بنعمت ربك بحمد الله وإنعامه. بكاهن ولا مجنون كما يقولون.
أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ما يقلق النفوس من حوادث الدهر، وقيل: المنون الموت [ ص: 155 ] فعول من منه إذا قطعه.
قل تربصوا فإني معكم من المتربصين أتربص هلاككم كما تتربصون هلاكي.
أم تأمرهم أحلامهم عقولهم. ( بهذا ) بهذا التناقض في القول فإن الكاهن يكون ذا فطنة ودقة نظر، والمجنون مغطى عقله والشاعر يكون ذا كلام موزون متسق مخيل، ولا يتأتى ذلك من المجنون وأمر الأحلام به مجاز عن أدائها إليه. أم هم قوم طاغون مجاوزون الحد في العناد وقرئ «بل هم».