لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون
لأنتم أشد رهبة أي أشد مرهوبية مصدر للفعل المبني للمفعول. في صدورهم فإنهم كانوا يضمرون مخافتهم من المؤمنين. من الله على ما يظهرونه نفاقا فإن استبطان رهبتكم سبب لإظهار رهبة الله. ذلك بأنهم قوم لا يفقهون لا يعلمون عظمة الله حتى يخشوه حق خشيته ويعلموا أنه الحقيق بأن يخشى.
لا يقاتلونكم اليهود والمنافقون. جميعا مجتمعين متفقين. إلا في قرى محصنة بالدروب والخنادق. أو من وراء جدر لفرط رهبتهم، وقرأ ابن كثير «جدار» وأمال وأبو عمرو فتحة الدال. أبو عمرو
بأسهم بينهم شديد أي وليس ذلك لضعفهم وجبنهم فإنه يشتد بأسهم إذا حارب بعضهم بعضا، بل لقذف الله الرعب في قلوبهم ولأن الشجاع يجبن والعزيز يذل إذا حارب الله ورسوله. تحسبهم جميعا مجتمعين متفقين. وقلوبهم شتى متفرقة لافتراق عقائدهم واختلاف مقاصدهم. ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ما فيه صلاحهم وإن تشتت القلوب يوهن قواهم.