أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم
أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى يقال: كببته فأكب وهو من الغرائب كـ قشع الله السحاب فأقشع، والتحقيق أنهما من باب انفض بمعنى صار ذا كب وذا قشع، وليسا مطاوعي كب وقشع بل المطاوع لهما انكب وانقشع، ومعنى مكبا أنه يعثر كل ساعة ويخر على وجهه لوعورة طريقه واختلاف أجزائه، ولذلك قابله بقوله: أمن يمشي سويا قائما سالما من العثار. على صراط مستقيم مستوي الأجزاء والجهة، والمراد تمثيل المشرك والموحد بالسالكين والدينين بالمسلكين، ولعل الاكتفاء بما في الكب من الدلالة على حال المسلك للإشعار بأن ما عليه المشرك لا يستأهل أن يسمى طريقا، كمشي المتعسف في مكان متعاد غير مستو. وقيل: المراد بالمكب الأعمى فإنه يتعسف فينكب وبالسوي البصير، وقيل: من يمشي مكبا هو الذي يحشر على وجهه إلى النار ومن يمشي سويا الذي يحشر على قدميه إلى الجنة.