ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا
ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب وأباريق بلا عروة. كانت قواريرا
قواريرا من فضة أي تكونت جامعة بين صفاء الزجاجة وشفيفها وبياض الفضة ولينها، وقد نون قواريرا
من نون «سلاسلا» وابن كثير الأولى لأنها رأس الآية، وقرئ «قوارير من فضة» على هي «قوارير».
قدروها تقديرا أي قدروها في أنفسهم فجاءت مقاديرها وأشكالها كما تمنوه، أو قدروها بأعمالهم الصالحة فجاءت على حسبها، أو قدر الطائفون بها المدلول عليهم بقوله يطاف شرابها على قدر اشتهائهم، وقرئ «قدروها» أي جعلوا قادرين لها كما شاؤوا من قدر منقولا من قدرت الشيء.
ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ما يشبه الزنجبيل في الطعم وكانت العرب يستلذون الشراب الممزوج به عينا فيها تسمى سلسبيلا لسلاسة انحدارها في الحلق وسهولة مساغها، يقال: شراب سلسل وسلسال وسلسبيل، ولذلك حكم بزيادة الباء والمراد به أن ينفي عنها لذع الزنجبيل ويصفها بنقيضه، وقيل: أصله سل سبيلا فسميت به كتأبط شرا لأنه لا يشرب منها إلا من سأل إليها سبيلا بالعمل الصالح.