يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون
يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم أي احفظوها والزموا إصلاحها، والجار مع المجرور جعل اسما [ ص: 147 ] لالزموا ولذلك نصب أنفسكم. وقرئ بالرفع على الابتداء. لا يضركم من ضل إذا اهتديتم لا يضركم الضلال إذا كنتم مهتدين، ومن الاهتداء أن كما قال عليه الصلاة والسلام ينكر المنكر حسب طاقته، . «من رأى منكم منكرا واستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه»
والآية نزلت لما كان المؤمنون يتحسرون على الكفرة ويتمنون إيمانهم، وقيل كان الرجل إذا أسلم قالوا له سفهت آباءك فنزلت. ولا يضركم يحتمل الرفع على أنه مستأنف ويؤيده أن قرئ «لا يضيركم» والجزم على الجواب أو النهي لكنه ضمت الراء إتباعا لضمة الضاد المنقولة إليها من الراء المدغمة وتنصره قراءة من قرأ لا يضركم بالفتح، ولا يضركم بكسر الضاد وضمها من ضاره يضيره ويضوره. إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون وعد ووعيد للفريقين وتنبيه على أن أحدا لا يؤاخذ بذنب غيره.