ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين
ويوم نحشرهم جميعا منصوب بمضمر تهويلا للأمر. ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم أي آلهتكم التي جعلتموها شركاء لله، وقرأ «يحشرهم» ويقول بالياء. يعقوب الذين كنتم تزعمون أي تزعمونهم شركاء، فحذف المفعولان والمراد من الاستفهام التوبيخ، ولعله يحال بينهم وبين آلهتهم حينئذ ليفقدوها في الساعة التي علقوا بها الرجاء فيها، ويحتمل أن يشاهدوهم ولكن لما لم ينفعوهم فكأنهم غيب عنهم.
ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا أي كفرهم، والمراد عاقبته وقيل معذرتهم التي يتوهمون أن يتخلصوا بها، من فتنت الذهب إذا خلصته. وقيل جوابهم وإنما سماه فتنة لأنه كذب، أو لأنهم قصدوا به الخلاص.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص عن لم تكن بالتاء وفتنتهم بالرفع على أنها الاسم، عاصم ونافع وأبو [ ص: 158 ] عمرو عنه بالتاء والنصب على أن الاسم أن قالوا، والتأنيث للخبر كقولهم من كانت أمك والباقون بالياء والنصب. وأبو بكر والله ربنا ما كنا مشركين يكذبون ويحلفون عليه مع علمهم بأنه لا ينفعهم من فرط الحيرة والدهشة، كما يقولون: ربنا أخرجنا منها. وقد أيقنوا بالخلود. وقيل معناه ما كنا مشركين عند أنفسنا وهو لا يوافق قوله.